« تفسير الجماعة عند أهل العلم »

« تفسير الجماعة عند أهل العلم »

قال التِّرمذيُّ : "وتفسير « الجماعة » عند أهل العلم: هم أهل الفقه والعلم والحديث.

سُئِلَ ابنُ المبارك : مَنِ الجماعة ؟

فقالَ : أبو بكرٍ وعمر .

قيل لهُ : قد مات أبو بكر وعمر .

قالَ : فلان وفلان .

قيلَ لهُ : قد مات فلان وفلان .

فقالَ : أبو حمزة السكري جماعة .

قالَ التِّرمذيُّ : « وأبو حمزة هو : مُحمَّد بن ميمون ، كان شيخًا صالحًا ».

قالَ ابْن مَسْعودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : « الجَمَاعَةُ مَا وَافَقَ الحَقَّ ؛ وإِنْ كُنْتَ وَحْدكَ » .

رواهُ ابن عساكر في « تأريخ دمشق » ( 13 / 322 / 2 )".اهـ.

قوله صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لأنْ يُطْعَنَ في رأْس رجلٍ بمِخْيَطٍ مِن حَديدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ اِمْرأَةً»

عَنْ معقل بن يسارٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّـهِ -صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((لأنْ يُطْعَنَ في رأْس رجلٍ بمِخْيَطٍ ([1]) مِن حَديدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امرأَةً لا تَحِلَّ لهُ)). أخرجهُ الطَّبراني في "الكبير" (20/213)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (4/341).

---

[1]  (المِخْيَط): بكسر الميم وفتح الياء، هو ما يُخاط به؛ كالإبرة، والمسلة، ونحوهما.

الفتن تموج كَمَوج البَحْرِ!

الْفِتن تَمُوجُ كَمَوجِ البَحْرِ!

عن حذيفة، رضي الله عنه، قال: قال عمر، رضي الله عنه: «أَيُّكُمْ يحفظُ ما قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، في الفتنة؟

فقال حذيفة: أنا.

قال حذيفةُ: «فتنة الرَّجل في أهله، وماله، وولده، وجاره؛ يُكفِّرها الصَّلاة، والصَّوم، والصَّدقة، والأمر بالمعروف، والنَّهيُ عن المُنكر»،

فقالَ عمر: لستُ عن هٰذا أسألكَ، ولـٰكن عن الفتنة الَّتي تموج كَمَوج البَحْرِ؟

 قالَ: يا أمير المؤمنين! إنَّ بينك وبينها بابًا مُغلقًا.

 قالَ عمرُ: أَيفتَحُ أَمْ يُكْسَرُ؟

قالَ: بلْ يُكْسَرُ.

 قالَ: إِذًا لا يُغلقُ إلىٰ يوم القيامةِ!».

قالَ أبو وائل -في حديث حمَّادٍ-: فقلتُ لِمسْروقٍ: سَلْ حُذيفةَ عنِ البابِ، فسألهُ؟

فقالَ: عمرُ!.

[رواهُ ابن ماجه: ( 3555 )، والتّرمذيّ: (2258)، وقال التّرمذيّ: هٰذا حديثٌ صحيحٌ]

« سَلْ تُعْطَه، سَلْ تُعْطَه »

« سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ »

قالَ الإمامُ التِّرمذيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ ـ فِي «سُننه» "بَاب ما ذُكِرَ فِي الثَّناء عَلَى الله والصَّلاة عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الدُّعاء" (1 / 326، 327) : حدَّثنا محمُودُ بْنُ غَيْلانَ: حدَّثنا يحيىٰ بْنُ آدَمَ: حدَّثنا أبُو بَكْرِ بْنُ عّيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قالَ: «كُنْتُ أُصَلِّي؛ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبُو بَكْرٍ وعُمَرُ مَعَهُ، فَلَمَّا جَلَسْتُ؛ بَدَأْتُ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ، ثمَّ الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثمَّ دَعَوْتُ لِنَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (سَلْ تُعْطَهْ ، سَلْ تُعْطَهْ)».

وقالَ أبو عيسىٰ: حديث عبد الله بن مسعود حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.اهـ.

«أتدْرونَ مَا أَخْبَارُهَا؟»

«أتدْرونَ مَا أَخْبَارُهَا؟»

عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَرأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هـٰـذِه الآية: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ (1)

قَالَ: « أتدْرونَ مَا أَخْبَارُهَا ؟ » قالوا: اللهُ ورسولـُه أَعْلمُ.

قَالَ: « فَإِنَّ أَخْبَارَهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَىٰ كُلِّ عَبْدٍ وأَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا ، أَنْ تَقُولَ:

عَمِلَ عَلَيَّ كَذا وكَذا ، يَوْمَ كَذا وكَذا ».

قَالَ: « فَهٰذِهِ أَخْبَارُهَا ». (رواه أحمد ، والتِّرمذيُّ ، وقالَ : هٰذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريب).

................................

(1) الزَّلزلة : 4

تفسير قوله تعالى : « الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ »

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

عَنْ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ : لما نزلت : ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ ﴾ (1)

شقَّ ذٰلك علىٰ أصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛

وقالوا : يا رسول الله ! أيُّنا لم يظلم نَفْسه ؟

فقالَ رسول الله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « ليس ذاك ؛ إنما هو الشِّرك ،

ألم تَسْمعوا قول لقمان لابنه : ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ (2) ؟ »

 في روايةٍ : « ليس هو كما تظنُّون ، إنَّما هو كما قال لقمان لابْنه » . متفقٌ عليه .

...........................

(1) الأنعام : 82 .

(2) لقمان : 13 .

([ مشكاة المصابيح للتبريزي، / برقم :5131 / كتاب الآداب / فصل الثَّالث / باب : " الظُّلم " / ( 3 / 1419 )])