•°•¤ اتباع آثار رسول الله ﷺ وصحابته

° يَقُولُ جَلَّ ذِكْرُهُ:

﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. ﴿سُورة التَّوبة: ١٠٠﴾

الأحد، ديسمبر 20، 2015

«فلم نجد في كتاب اللَّـه وسُنَّة رسُوله وآثار صحابته إلَّا الحثّ علىٰ الاتِّباع، وذمِّ التَّكلُّف والاختراع»




«فلم نجد في كتاب اللَّـه وسُنَّة رسُوله وآثار صحابته إلَّا الحثّ علىٰ الاتِّباع، وذمِّ التَّكلُّف والاختراع»




قالَ اللالكائيّ (ت: 418هـ) -رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَىٰ-:


"أصحاب الحديث أولىٰ النَّاس بالاتِّباع، فلم نجد في كتاب اللَّـه وسُنَّة رسُوله وآثار صحابته إلَّا الحثّ علىٰ الاتِّباع، وذمِّ التَّكلُّف والاختراع، فمَن اقتصر علىٰ هذه الآثار كان من المُتبعين، وكان أولاهم بهذا الاسم، وأحقّهم بهذا الوسم، وأخصهم بهذا الرَّسم أصحاب الحديث؛ لاختصاصهم برسُول اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واتباعهم لقوله، وطول ملازمتهم له، وتحملهم علمه، وحفظهم أنفاسه وأفعاله، فأخذوا الإسلام عنه مباشرة، وشرايعه مشاهدة، وأحكامه معاينة، من غير واسطة ولا سفير بينهم وبينه واصلة. 

فجعلوها عيانًا، وحفظوا عنه شفاهًا، وتلقفوه من فيه رطبًا، وتلقنوه من لسانه عذبًا، واعتقدوا جميع ذلك حقًّا، وأخلصوا بذلك من قلوبهم يقينًا، فهذا دين أُخذ أوَّله عن رسُول اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشافهة، لم يشبه لبس ولا شُبهة، ثمَّ نقلها العدول عن العدول من غير تحامل ولا ميل، ثمَّ الكافة عن الكافة، والصَّافة عن الصَّافة، والجماعة عن الجماعة، أخذ كفّ بكفّ، وتمسَّك خلف بسلف، كالحروف يتلو بعضها بعضًا، ويتّسق أخراها علىٰ أولاها رصفًا ونظمًا".اهـ.


["شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة" / (15/1)]

السبت، ديسمبر 19، 2015

«إلَّا أصحاب الحديث، فإنَّ صاحب مقالتهم رسول اللَّـهِ ﷺ، فهم إليه ينتسبون، وإلىٰ علمه يستندون، وبه يستدلون، وإليه يفزعون، وبرأيه يقتدون، وبذلك يفتخرون»




«إلَّا أصحاب الحديث، فإنَّ صاحب مقالتهم رسول اللَّـهِ ، فهم إليه
 ينتسبون، وإلىٰ علمه يستندون، وبه يستدلون، وإليه يفزعون، وبرأيه يقتدون، وبذلك يفتخرون»



قالَ هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائيّ (ت: 418هـ) -رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَىٰ-:

"فضل أصحاب الحديث علىٰ الأمَّة: فهؤلاء الَّذين تعهدت بنقلهم الشَّريعة، وانحفظت بهم أصول السُّنَّة، فوجبت لهم بذلك المنَّة علىٰ جميع الأمَّة، والدَّعوة لهم من الله بالمغفرة؛ فهم حَمَلة عِلْمه، ونَقَلة دينه، وسفرته بينه وبين أمَّته، وأمناؤه في تبليغ الوحي عنه، فحريٌ أنْ يكونوا أولىٰ النَّاس به في حياته ووفاته، وكل طائفة من الأمم مرجعها إليهم في صحّة حديثه وسقيمه، ومعولها عليهم فيما يختلف فيه من أموره. 

انتساب أهل الحديث إلى رسُول اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثمَّ كل من اعتقد مذهبًا فإلىٰ صاحب مقالته الَّتي أحدثها ينتسب؛ وإلىٰ رأيه يستند، إلَّا أصحاب الحديث، فإنَّ صاحب مقالتهم رسُول اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهم إليه ينتسبون، وإلىٰ علمه يستندون، وبه يستدلون، وإليه يفزعون، وبرأيه يقتدون، وبذلك يفتخرون، وعلىٰ أعداء سُنَّته بقربهم منه يصولون، فمن يوازيهم في شرف الذِّكر، ويباهيهم في ساحة الفخر وعُلُوّ الاسم؟!".اهـ. 

["شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة" / (16/1)]

«إذ أهل السُّنَّة لا يرغبون عن طرايقهم من الاتِّباع ولو نشروا بالمناشير، ولا يستوحشون لمخالفة أحد بزخرف قول من غرور، أو بضرب أمثال زور!»




«إذ أهل السُّنَّة لا يرغبون عن طرايقهم من الاتِّباع ولو نشروا بالمناشير، ولا يستوحشون لمخالفة أحد بزخرف قول من غرور، أو بضرب أمثال زور!»



قال الشَّيخُ هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي (ت: 418هـ) -رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَىٰ-:  

"«ظهور الاتجاه العقلي» فمضت علىٰ هذه القرون ماضون، الأوَّلون والآخرون، حتَّىٰ ضرب الدَّهر ضرباته، وأبدى من نفسه حدثانه، وظهر قوم أجلاف زعموا أنهم لمن قبلهم أخلاف، وادعوا أنَّهم أكبر منهم في المحصول، وفي حقائق المعقول، وأهدى إلى التَّحقيق، وأحسن نظرًا منهم في التَّدقيق، وأنَّ المتقدمين تفادوا من النَّظر لعجزهم، ورغبوا عن مكالمتهم لقلَّة فهمهم، وأنَّ نصرة مذهبهم في الجدال معهم، 

حتَّىٰ أبدلوا من الطِّيب خبيثًا، ومن القديم حديثًا، وعدلوا عمَّا كان عليه رسُول اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعثه اللَّـه عليه، وأوجب عليه دعوة الخلق إليه، وامتنّ علىٰ عباده إتمام نعمته عليهم بالهداية إلىٰ سبيله، فقالَ تَعَالَىٰ: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ.  

فوعظ اللَّـه عزَّ وجلَّ عباده بكتابه، وحثَّهم علىٰ اتِّباع سُنَّة رسُوله، وقال في آية أخرىٰ: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، لا بالجدال والخصومة، فرغبوا عنهما؛ وعولوا على غيرهما، وسلكوا بأنفسهم مسلك المُضلين، وخاضوا مع الخايضين، ودخلوا في ميدان المتحيرين، وابتدعوا من الأدلَّة ما هو خلاف الكتاب والسُّنَّة؛ رغبة للغلبة وقهر المخالفين للمقالة، ثمَّ اتخذوها دينًا واعتقادًا بعدما كانت دلايل الخصومات والمعارضات، وضلّلوا من لا يعتقد ذلك من المسلمين، 

وتسمُّوا بالسُّنَّة والجماعة، ومن خالفهم وسمّوه بالجهل والغباوة؛ فأجابهم إلى ذلك من لم يكن له قدم في معرفة السُّنَّة، ولم يسع في طلبها، لما يلحقه فيها من المشقّة، وطلب لنفسه الدّعة والرّاحة، واقتصر علىٰ اسمه دون رسمه لاستعجال الرّياسة، ومحبّة اشتهار الذّكر عند العامّة، والتّلقب بإمامة أهل السُّنَّة؛ وجعل دأبه الاستخفاف بنقلة الأخبار، وتزهيد النَّاس أن يتدينوا بالآثار؛ لجهله بطرقها، وصعوبة المرام بمعرفة معانيها، 

وقصور فهمه عن مواقع الشَّريعة منها، ورسوم التَّدين بها، حتَّى عفت رسوم الشَّرايع الشَّريفة، ومعاني الإسلام القديمة، وفتحت دواوين الأمثال والشُّبه، وطويت دلايل الكتاب والسُّنَّة، وانقرض من كان يتدين بحججها؛ للأخذ بالثِّقة، والتَّمسك بهما للضنة، ويصون سمعه عن هذه البدع المحدثة، وصار كل من أراد صاحب مقالة وجد علىٰ ذلك الأصحاب والأتباع، وتوهّم أنَّهُ ذاق حلاوة السُّنَّة والجماعة بنفاق بدعته؛ وكلا أنَّهُ كما ظنّه أو خطر بباله، إذْ أهل السُّنَّة لا يرغبون عن طرايقهم من الاتِّباع ولو نشروا بالمناشير؛ ولا يستوحشون لمخالفة أحد بزخرف قول من غرور، أو بضرب أمثال زور".اهـ.


["شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة" / (11/1)]


الثلاثاء، نوفمبر 24، 2015

«وَاعْلَمْ! -رَحِمَكَ اللَّـهُ-: أَنَّ مَنْ قَالَ فِي دِينِ اللَّـهِ بِرَأْيِهِ وَقِيَاسِهِ وَتَأْوِيْلهِ، مِنْ غَيْرِ حُجَّةٍ مِنَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ؛ فَقَدْ قَالَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا يَعْلَمُ» | الإمام البربهاريّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ





«وَاعْلَمْ! -رَحِمَكَ اللَّـهُ-: أَنَّ مَنْ قَالَ فِي دِينِ اللَّـهِ بِرَأْيِهِ وَقِيَاسِهِ 
وَتَأْوِيْلهِ، مِنْ غَيْرِ حُجَّةٍ مِنَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ؛ فَقَدْ قَالَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا يَعْلَمُ»




 قَالَ الإمَامُ البربهاريُّ (ت: 329هـ) -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ-:

"وَاعْلَمْ! -رَحِمَكَ اللَّـهُ-: أَنَّ مَنْ قَالَ فِي دِينِ اللَّـهِ بِرَأْيِهِ وَقِيَاسِهِ وَتَأْوِيْلهِ، مِنْ غَيْرِ حُجَّةٍ مِنَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ؛ فَقَدْ قَالَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا يَعْلَمُ، وَمَنْ قَالَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا يَعْلَمُ فَهُوَ مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ، وَالْحَقُّ مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّـهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالسُّنَّةُ مَا سَنَّهُ رَسُولِ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْجَمَاعَةُ مَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَمَنْ اقْتَصَرَ عَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِ الْجَمَاعَةُ فَلَجَ ([1]) عَلَى أَهْلِ الْبِدْعَة كُلّهمْ وَاسْتَرَاحَ بَدَنُهُ، وَسَلِمَ لَهُ دِينُهُ إِنْ شَاءَ اللَّـهُ، لأَنَّ رَسُولَ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((سَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي))، وَبَيَّنَ لَنَا رَسُولُ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفرْقَة النَّاجِيَة مِنْهَا، فَقَالَ: ((مَا أنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي))، فَهَذَا هُوَ الشِّفَاءُ وَالْبَيَانُ وَالْأَمْرُ الْوَاضِح، وَالْمَنَارُ الْمُسْتَنِيرُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ، وَإيَّاكُمْ وَالتَّعَمُّقَ، وَعَلَيْكُمْ بِدِينِكُمُ الْعَتِيق)) ([2])".اهـ.


(["شَرح السُّنَّة" / (1/45) / (82)])



[1]  فَلَجَ (أيْ: ظَفَرَ وَفَازَ)، انظر "القاموس المحيط" (3/516-ترتيبه)

[2]  "جاء هذا من قول ابن مسعود، وليس من قول النَّبي صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخرجه عبـد الرَّزاق في "مصنفه" (10/252)، والدَّارمي (1/50)، وابن نصر المروزي في "السُّنة" (85)، والطَّبراني في "الكبير" (9/189)، واللالكائي في "السُّنة" (108)، والبيهقي في "المدخل" (387، 388) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/152) والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (1/43)، وهو صحيح". ["شرح السُّنة"  (ص: 106)]



•°•¤ خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم

° عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"تَكُونُ فِتَنٌ عَلَى أَبْوَابِهَا دُعَاةٌ إِلَى النَّارِ، فَأَنْ تَمُوتَ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلِ شَجَرَةٍ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتْبَعَ أَحَدًا مِنْهُمْ".

[حديث صحيح، رواهُ ابن ماجه: (٣٠٤/٣، ٣٢٣١-٤٠٥٢)]


•°•¤ أَرْشِيف الْمُـدَونَة الإلْكتُرونِيَّة

•°•¤ بحث هذه المدونة الالكترونـيّة