•°•¤ اتباع آثار رسول الله ﷺ وصحابته

° يَقُولُ جَلَّ ذِكْرُهُ:

﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. ﴿سُورة التَّوبة: ١٠٠﴾

الثلاثاء، فبراير 17، 2015

«الإيمان والتَّصديق بأنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ كلَّم موسىٰ عليه السَّلام»




«الإيمان والتَّصديق بأنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ كلَّم موسىٰ عليه السَّلام»




قالَ الإمام مُحمّد بن الحُسين الآجّرّيّ (ت: 360هـ) -رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَىٰ-:  

"الحمد للَّـه المحمود على كلِّ حال، وصلَّى اللَّـه علىٰ مُحمَّد النَّبِيّ وعلىٰ آلهِ وسَلَّم، أمَّا بعدُ: فإنَّهُ مَنْ ادَّعىٰ أنَّهُ مسلم؛ ثمَّ زعم أنَّ اللَّـه عَزَّ وَجَلَّ لم يكلم موسىٰ فقد كفر، يُستتاب فإن تاب وإلَّا قُتل، فإن قال قائل: لم؟ قيل: لأنَّهُ ردَّ القرآن وجحده، وردَّ السُّنَّة، وخالف جميع علماء المسلمين، وزاغ عن الحق، وكان ممَّن قالَ اللَّـهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّ‌سُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ‌ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرً‌ا ﴿النِّساء: ١١٥﴾.

وأمَّا الحجَّة عليهم من القرآن: فإنَّ الله جَلَّ وَعَزَّ قالَ في سُورة النِّساء: ﴿وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ﴿النِّساء: ١٦٤﴾، وقال عزَّ وجلَّ في سورة الأعراف: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَ‌بُّهُ قَالَ رَ‌بِّ أَرِ‌نِي أَنظُرْ‌ إِلَيْكَ ﴿الأعراف: ١٤٣﴾.

وقالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِ‌سَالَاتِي وَبِكَلَامِي ﴿الأعراف: ١٤٤﴾، وقالَ عَزَّ وَجَلَّ في سورة طه: ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ ﴿١١ إِنِّي أَنَا رَ‌بُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴿١٢ وَأَنَا اخْتَرْ‌تُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ ﴿١٣ إِنَّنِي أَنَا اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِ‌ي ﴿١٤ إلى آخر الآيات، وقالَ عَزَّ وَجَلَّ في سورة النَّمل: ﴿فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِ‌كَ مَن فِي النَّارِ‌ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّـهِ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨ يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّـهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٩.

وقالَ عَزَّ وَجَلَّ في سورة القصص: ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَ‌كَةِ مِنَ الشَّجَرَ‌ةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّـهُ رَ‌بُّ الْعَالَمِينَ ﴿القصص: ٣٠﴾. وقالَ عَزَّ وَجَلَّ في سورة والنَّازعات: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ ﴿١٥ إِذْ نَادَاهُ رَ‌بُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴿١٦.

قال محمَّد بن الحسين -رَحِمَهُ اللَّـهُ-: فمن زعم أنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يُكلِّم موسىٰ فقد رد نص القرآن وكفر بالله العظيم!

فإن قال منهم قائل: إنَّ الله تَعَالَى خلق كلامًا في الشَّجرة، فكلَّم به موسىٰ! قيل لهُ: هذا هو الكفر، لأنَّهُ يزعم أنَّ الكلام مخلوق، تعالىٰ الله عزَّ وجلَّ عن ذلك، ويزعم أنَّ مخلوقًا يدَّعي الرُّبوبية، وهذا من أقبح القول وأسمجه!

وقيل لهُ: يا مُلحد!، هل يجوز لغير الله أنْ يقول: إِنَّنِي أَنَا اللَّـهُ؟، نعوذُ بالله أنْ يكون قائل هذا مسلمًا، هكذا كافر يُستتاب، فإن تاب ورجع عن مذهبه السُّوء؛ وإلَّا قتله الإمام، فإنْ لم يقتله الإمام ولم يستتبه وعلم منه أنَّ هذا مذهبه؛ هُجر ولم يُكلّم، ولم يُسلّم عليه، ولم يُصل خلفه، ولم تُقبل شهادته، ولم يُزوجه المسلم كريمته".اهـ.


(["الشَّريعة": (1/753) / «كتاب الإيمان والتَّصديق بأنَّ اللَّـه عَزَّ وَجَلَّ كلَّم موسىٰ عليه السَّلام»])



«القُرآن تكلَّم اللَّهُ به علىٰ الحقيقة، وأنَّهُ أنزلهُ علىٰ مُحمَّدٍ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»




«القُرآن تكلَّم اللَّهُ به علىٰ الحقيقة، وأنَّهُ أنزلهُ علىٰ مُحمَّدٍ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»





قَالَ الشَّيْخُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ، هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 418هـ)، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:

"سياق ما دلَّ من الآيات من كتاب الله تَعَالَى وما رُوي عن رسُول اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والصَّحابة والتَّابعين علىٰ أنَّ القُرآن تكلَّم اللَّـهُ به علىٰ الحقيقة، وأنَّهُ أنزله علىٰ مُحمَّدٍ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمره أنْ يتحدّى به، وأنْ يدعو النَّاس إليه، وأنَّهُ القرآن علىٰ الحقيقة، متلو في المحاريب، مكتوب في المصاحف، محفوظ في صُدور الرِّجال، ليس بحكاية ولا عبارة عن قرآن، وهو قرآن واحد غير مخلوق، وغير مجعول ومربوب، بل هو صفة من صفات ذاته، لم يزل به متكلمًا، ومَنْ قال غير هذا؛ فهُو كافرٌ ضالٌّ مُضلٌّ مبتدعٌ، مخالفٌ لمذاهب السُّنَّة والجماعة.

قالَ اللَّـهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ﴿النِّساء: ١٦٤﴾، قيل في تفسيره عن ابن عبَّاس -رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمَا-: "شفاها"، وقيل: "مرارًا". وقالَ تَعَالَى: ﴿إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِ‌سَالَاتِي وَبِكَلَامِي ﴿الأعراف: ١٤٤﴾، وقال تَعَالَى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِ‌كِينَ اسْتَجَارَ‌كَ فَأَجِرْ‌هُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّـهِ ﴿التَّوبة: ٦﴾، قال قتادة والسّدي: "القرآن"

وقال تَعَالَى: ﴿يُرِ‌يدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّـهِ ﴿الفتح: ١٥﴾، وقال تَعَالَى: ﴿بَلْ هُوَ قُرْ‌آنٌ مَّجِيدٌ ﴿٢١ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ﴿٢٢، وقال تَعَالَى: ﴿وَالطُّورِ‌ ﴿١ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ‌ ﴿٢، وقال تَعَالَى: ﴿إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْ‌آنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴿الإسراء: ٩﴾، وقال تَعَالَى: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْ‌آنَ عَلَىٰ جَبَلٍ ﴿الحشر: ٢١﴾، 

وقال تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْ‌آنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَ‌حْمَةٌ ﴿الإسراء: ٨٢﴾، وقال تَعَالَى: ﴿قُرْ‌آنًا عَرَ‌بِيًّا غَيْرَ‌ ذِي عِوَجٍ ﴿الزُّمر: ٢٨﴾، وقال تَعَالَى: ﴿وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْ‌آنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ﴿النَّمل: ٦﴾، وقال تَعَالَى: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ‌ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ﴿العنكبوت: ٤٩﴾، وقال تَعَالَى: ﴿وَهَـٰذَا ذِكْرٌ‌ مُّبَارَ‌كٌ أَنزَلْنَاهُ ﴿الأنبياء: ٥٠﴾، وقالَ تَعَالَى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَ‌كٌ لِّيَدَّبَّرُ‌وا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ‌ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿ص: ٢٩﴾، 

وقال تَعَالَى: ﴿وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَ‌بِيًّا ﴿الأحقاف: ١٢﴾، وقال تَعَالَى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ ﴿النَّحل: ٨٩﴾، وقال تَعَالَى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ‌ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴿النَّحل: ٤٤﴾، وقال تَعَالَى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٩٢ نَزَلَ بِهِ الرُّ‌وحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِ‌ينَ ﴿١٩٤ بِلِسَانٍ عَرَ‌بِيٍّ مُّبِينٍ ﴿١٩٥.

فأخبر الله تَعَالَى في جميع هذه الآيات: أنَّهُ مُنزل، وأشار إلىٰ جملتها تارة، وإلىٰ آياتها تارة، فمَنْ قال: إنَّ القُرآن هُو الَّذي في السَّماء فقد خالف الله ورسوله، وردّ مُعجزات نبيِّه، وخالف السَّلف من الصَّحابة والتَّابعين، والخالفين لهم من عُلماء الأمَّة".اهـ.


["شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة" / (43/2)]



•°•¤ خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم

° عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"تَكُونُ فِتَنٌ عَلَى أَبْوَابِهَا دُعَاةٌ إِلَى النَّارِ، فَأَنْ تَمُوتَ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلِ شَجَرَةٍ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتْبَعَ أَحَدًا مِنْهُمْ".

[حديث صحيح، رواهُ ابن ماجه: (٣٠٤/٣، ٣٢٣١-٤٠٥٢)]


•°•¤ بحث هذه المدونة الالكترونـيّة