•°•¤ اتباع آثار رسول الله ﷺ وصحابته

° يَقُولُ جَلَّ ذِكْرُهُ:

﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. ﴿سُورة التَّوبة: ١٠٠﴾

الأربعاء، يونيو 19، 2013

[موقف السَّلف مِن الخوارج]: «الخوارج هُم الشّراة الأنجاس الأرجاس!»

[موقف السَّلف مِن الخوارج]
«الخوارج هُم الشّراة الأنجاس الأرجاس

 
قالَ الإمامُ / هبة الله بن الحسن بن منصور الطَّبريّ اللَّالكائيّ (ت: 418هـ) -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- في كتابه "شرح أصُول الاِعتقاد": "قالَ محمَّد بن الحسين: لم يختلف العُلماء قديمًا وحديثًا أنَّ الخوارج قوم سُوء عُصاة لله تَعَالَى ولرسُوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنْ صلوا وصاموا، واجتهدوا في العبادة، فليسَ ذلك بنافعٍ لهم، نعم، ويُظهرون الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وليس ذلك بنافعٍ لهم؛ لأنَّهم قومٌ يتأوَّلون القرآن علىٰ ما يهوون، ويموّهون على المسلمين، وقد حذَّرنا الله تَعَالَى منهم، وحذَّرنا النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحذَّرناهم الخلفاء الرَّاشدون بعده، وحذَّرناهم الصَّحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ومَنْ تبعهم بإحسانٍ، والخوارج هُم الشّراة الأنجاس الأرجاس، ومَنْ كان علىٰ مذهبهم مِنْ سائر الخوارج يتوارثون هذا المذهب قديمًا وحديثًا، ويخرجون على الأئمَّة والأمراء ويستحلِّون قتل المسلمين!.
فأوَّل قرنٍ طلع منهم علىٰ عهد رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُو رجلٌ طعنَ علىٰ رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهُو يقسم الغنائم، فقال: اعدل يا محمَّد!، فما أراك تعدل، فقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ويلك؛ فمَنْ يعدل إذا لم أكن أعدل؟!)). فأراد عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قتله، فمنعهُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قتله، وأخبرَ: ((أنَّ هذا وأصحابًا لهُ يحقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدِّين)).
وأمر في غير حديثٍ بقتالهم، وبيَّن فضل مَنْ قتلهم أو قتلوه، ثمَّ إنَّهم بعد ذلك خرجوا مِنْ بلدانٍ شتَّى، واجتمعوا وأظهروا الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، حتَّى قدموا المدينة، فقتلوا عُثمان بن عفَّان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وقد اِجْتهد أصْحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ممَّن كانَ بالمدينة في أنْ لا يقتل عثمان، فما أطاقوا علىٰ ذلك رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، ثمَّ خرجوا بعد ذلك علىٰ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ولم يرضوا لحكمه، وأظهروا قولهم وقالوا: «لا حكم إلاَّ لله»، فقالَ علي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "كلمة حقّ أرادوا بها الباطل"، فقاتلهم عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فأكرمه الله تعالىٰ بقتلهم، وأخبر عن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بفضل مَنْ قتلهم أو قتلوه، وقاتلَ معه الصَّحابة فصارَ سيف عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في الخوارج سيف حقّ إلىٰ أنْ تقوم السَّاعة".اهـ.

([«شرح أصُول الاِعتقاد» (1/20)])

«ما كانَ عليه السَّلف الصَّالح»



«ما كانَ عليه السَّلف الصَّالح»




قالَ الشَّيخُ هبة الله بن الحسن بن منصور الطَّبريّ اللَّالكائيّ (ت: 418هـ) -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- في كتابه "شرح أصُول الاِعتقاد":

ما كانَ عليهِ السَّلف الصَّالح» فهلم الآن إلىٰ تدين المُتبعين، وسيرة المُتمسكين، وسبيل المُتقدمين بكتاب الله وسُنَّته، والمُنادين بشرايعه وحكمته، الَّذينَ قالُوا: ﴿آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّ‌سُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿آل عمران: ٥٣﴾، وتنكَّبوا سبيل المُكذِّبين بصفات الله وتوحيد ربّ العالمين، فاتَّخذوا كتاب اللهِ إمامًا، وآياته فرقانًا، ونصبوا الحقَّ بين أعينهم عيانًا، وسُنن رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُنَّةً وسلاحًا، واتَّخذوا طرقها منهاجًا، وجعلوها برهانًا، فلقوا الحكمة، ووقوا مِنْ شر الهوىٰ والبدعة؛ لامْتثالهم أمر الله في اتِّباع الرَّسُول، وتركهم الجدال بالباطل ليدحضوا به الحقَّ".اهـ.


([«شرح أصول الاِعتقاد» (13/1)])

«نتائج مُناظرة المُبتدعة»



«نتائج مُناظرة المُبتدعة»



قالَ الشَّيخُ / هبة الله بن الحسن بن منصور الطَّبريّ اللَّالكائيُّ (ت: 418هـ) -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- في كتابه "شرح أصُول الاِعتقاد":

"فما جُني على المسلمين جناية أعظم مِنْ مُناظرة المبتدعة، ولم يكن لهم قهرٌ ولا ذلٌّ أعظم ممَّا تركهم السَّلف على تلك الجملة يموتون مِنْ الغيظ كمدًا ودردًا، ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلًا، حتَّىٰ جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقًا، وصاروا لهم إلىٰ هلاك الإسلام دليلًا، حتَّىٰ كثرت بينهم المشاجرة، وظهرت دعوتهم بالمناظرة، وطرقت أسماع مَنْ لم يكن عرفها مِن الخاصَّة والعامَّة، حتَّى تقابلت الشُّبه في الحجج، وبلغوا من التَّدقيق في اللّجج، فصاروا أقرانًا وأخدانًا، وعلىٰ المداهنة خلِّانًا وإخوانًا، بعد أنْ كانوا في الله أعداءً وأضدادًا، وفي الهجرة في الله أعوانًا، يُكفِّرونهم في وجوههم عيانًا، ويلعنونهم جهارًا، وشتَّان ما بين المنزلتين، وهيهات ما بين المقامين. نسأل الله أنْ يحفظنا مِن الفتنة في أدياننا، وأنْ يمسكنا بالإسلام والسُّنَّة، ويعصمنا بهما بفضله ورحمته".اهـ.

([«شرح أصول الاِعتقاد» (12/1)])

•°•¤ خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم

° عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"تَكُونُ فِتَنٌ عَلَى أَبْوَابِهَا دُعَاةٌ إِلَى النَّارِ، فَأَنْ تَمُوتَ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلِ شَجَرَةٍ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتْبَعَ أَحَدًا مِنْهُمْ".

[حديث صحيح، رواهُ ابن ماجه: (٣٠٤/٣، ٣٢٣١-٤٠٥٢)]


•°•¤ بحث هذه المدونة الالكترونـيّة