«وَاعْلَمْ! -رَحِمَكَ اللَّـهُ-: أَنَّ مَنْ قَالَ فِي دِينِ اللَّـهِ بِرَأْيِهِ وَقِيَاسِهِ
وَتَأْوِيْلهِ،
مِنْ غَيْرِ حُجَّةٍ مِنَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ؛ فَقَدْ قَالَ عَلَى اللَّـهِ
مَا لَا يَعْلَمُ»
قَالَ الإمَامُ البربهاريُّ (ت: 329هـ) -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ-:
"وَاعْلَمْ! -رَحِمَكَ اللَّـهُ-: أَنَّ مَنْ قَالَ فِي دِينِ اللَّـهِ بِرَأْيِهِ وَقِيَاسِهِ وَتَأْوِيْلهِ، مِنْ غَيْرِ حُجَّةٍ مِنَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ؛ فَقَدْ قَالَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا يَعْلَمُ، وَمَنْ قَالَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا يَعْلَمُ فَهُوَ مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ، وَالْحَقُّ مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّـهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالسُّنَّةُ مَا سَنَّهُ رَسُولِ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْجَمَاعَةُ مَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَمَنْ اقْتَصَرَ عَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِ الْجَمَاعَةُ فَلَجَ ([1]) عَلَى أَهْلِ الْبِدْعَة كُلّهمْ وَاسْتَرَاحَ بَدَنُهُ، وَسَلِمَ لَهُ دِينُهُ إِنْ شَاءَ اللَّـهُ، لأَنَّ رَسُولَ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((سَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي))، وَبَيَّنَ لَنَا رَسُولُ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفرْقَة النَّاجِيَة مِنْهَا، فَقَالَ: ((مَا أنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي))، فَهَذَا هُوَ الشِّفَاءُ وَالْبَيَانُ وَالْأَمْرُ الْوَاضِح، وَالْمَنَارُ الْمُسْتَنِيرُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ، وَإيَّاكُمْ وَالتَّعَمُّقَ، وَعَلَيْكُمْ بِدِينِكُمُ الْعَتِيق)) ([2])".اهـ.
"وَاعْلَمْ! -رَحِمَكَ اللَّـهُ-: أَنَّ مَنْ قَالَ فِي دِينِ اللَّـهِ بِرَأْيِهِ وَقِيَاسِهِ وَتَأْوِيْلهِ، مِنْ غَيْرِ حُجَّةٍ مِنَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ؛ فَقَدْ قَالَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا يَعْلَمُ، وَمَنْ قَالَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا يَعْلَمُ فَهُوَ مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ، وَالْحَقُّ مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّـهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالسُّنَّةُ مَا سَنَّهُ رَسُولِ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْجَمَاعَةُ مَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَمَنْ اقْتَصَرَ عَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِ الْجَمَاعَةُ فَلَجَ ([1]) عَلَى أَهْلِ الْبِدْعَة كُلّهمْ وَاسْتَرَاحَ بَدَنُهُ، وَسَلِمَ لَهُ دِينُهُ إِنْ شَاءَ اللَّـهُ، لأَنَّ رَسُولَ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((سَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي))، وَبَيَّنَ لَنَا رَسُولُ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفرْقَة النَّاجِيَة مِنْهَا، فَقَالَ: ((مَا أنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي))، فَهَذَا هُوَ الشِّفَاءُ وَالْبَيَانُ وَالْأَمْرُ الْوَاضِح، وَالْمَنَارُ الْمُسْتَنِيرُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ، وَإيَّاكُمْ وَالتَّعَمُّقَ، وَعَلَيْكُمْ بِدِينِكُمُ الْعَتِيق)) ([2])".اهـ.
(["شَرح
السُّنَّة" / (1/45) / (82)])
[2] "جاء هذا من قول ابن مسعود،
وليس من قول النَّبي صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخرجه عبـد الرَّزاق في "مصنفه" (10/252)، والدَّارمي
(1/50)، وابن نصر المروزي في "السُّنة" (85)، والطَّبراني في "الكبير"
(9/189)، واللالكائي في "السُّنة" (108)، والبيهقي في "المدخل"
(387، 388) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/152) والخطيب في "الفقيه
والمتفقه" (1/43)، وهو صحيح". ["شرح السُّنة" (ص: 106)]