•°•¤ اتباع آثار رسول الله ﷺ وصحابته

° يَقُولُ جَلَّ ذِكْرُهُ:

﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. ﴿سُورة التَّوبة: ١٠٠﴾

الأحد، نوفمبر 25، 2012

«الحثّ على الاِتِّباع والاِقتداء»



«الحثّ على الاِتِّباع والاِقتداء»



قالَ الشَّيخُ هبة الله بن الحسن بن منصور الطَّبريّ اللَّالكائيُّ (ت: 418هـ) -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- في كتابه "شرح أصُول الاِعتقاد":  

«يقولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فيما يحثُّ على اِتِّباع دينهِ، والاِعتصام بحبلهِ، والاِقتداء برسُولهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿آل عمران: 103﴾، وقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم ﴿الزُّمر: 55﴾، وقالَ تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿الأنعام: 153﴾، وقالَ: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿الزُّمر: 17، 18﴾، وقالَ تَعَالَى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿آل عمران: 31﴾، وقالَ تَعَالَى: ﴿قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿يوسف: 108﴾.

ثمَّ أوجبَ الله طاعته وطاعة رسوله، فقالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ﴿الأنفال: 20﴾، وقالَ تَعَالَى: ﴿مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ﴿النِّساء: 80﴾، وقالَ تَعَالَى: ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴿النُّور: 54﴾، وقالَ تَعَالَى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴿الأحزاب: 71﴾، وقالَ: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّـهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿النُّور: 52﴾، وقالَ تَعَالَى: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ ﴿النِّساء: 59﴾، قيلَ في تفسيرها: "إلى الكتاب والسُّنَّة".

ثمَّ حذَّر من خلافه والاعتراض عليه، فقالَ: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿النِّساء: 65﴾، وقالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴿الأحزاب: 36﴾، وقالَ: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿النُّور: 63﴾.

وروى العرباض بن سارية رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: "وَعَظنا رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موعظة دمعت منها الأعين، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله! موعظة مودع؛ فبمَ تعهد إلينا؟ فقالَ: ((قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلاَّ هالك، ومن يعش منكم فسيرى اِختلافًا كثيرًا، فعليكم بما عرفتم من سُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين، عضُّوا عليها بالنَّواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور، فإن كلَّ محدثةٍ ضلالة))".

وروى عبد الله بن مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: "خطَّ لنا رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطًّا، ثمَّ خطَّ خطوطًا يمينًا وشمالًا، ثمَّ قالَ: ((هذه سُبل، على كلّ سبيل منها شيطان يدعُو إليه، ثمَّ يقرأ : ﴿وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ﴿الأنعام: 153﴾)). وعن ابن مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "اِتَّبعوا، ولا تبتدعوا؛ فقد كُفيتم"».اهـ.

([«شرح أصول الاِعتقاد» (14/1)])


•°•¤ خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم

° عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"تَكُونُ فِتَنٌ عَلَى أَبْوَابِهَا دُعَاةٌ إِلَى النَّارِ، فَأَنْ تَمُوتَ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلِ شَجَرَةٍ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتْبَعَ أَحَدًا مِنْهُمْ".

[حديث صحيح، رواهُ ابن ماجه: (٣٠٤/٣، ٣٢٣١-٤٠٥٢)]


•°•¤ أَرْشِيف الْمُـدَونَة الإلْكتُرونِيَّة

•°•¤ بحث هذه المدونة الالكترونـيّة