«ظهور
طائفة مِنْ هذه الأمَّة على مَنْ خالفهم»
قالَ الإمامُ أبُو مُحَمَّد الحُسَيْن بْنُ مَسْعُودٍ الْبَغَوِيُّ (ت: 516ه) ـ رَحِمَهُ اللهُ
تَعَالَى ـ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ
أَحْمَدَ الْمُلَيْحِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
النَّعِيمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ،
حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِي أَنَّهُ سَمِعَ
مُعَاوِيَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيّ ـ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((لا تَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ
قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلا مَنْ
خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ تَعَالَى وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ)). (قَالَ عُمَيْرٌ: فَقَامَ مَالِكُ
بْنُ يُخَامِرَ فَقَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّامِ، هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ عَالٍ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي "كِتَابِهِ"
عَنْ جَمَاعَةٍ بِطُرُقٍ كَثِيرَةٍ وَأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَأَوْرَدَهُ
مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ" عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ وَطَائِفَةٍ
أُخْرَى، كُلِّهِمْ عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَابْنِ جَابِرٍ
الْمَذْكُورِ فِي الْحَدِيثِ هُوَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ).
قوله: "قَائِمَةٌ
بِأَمْرِ اللَّهِ". أيْ: متمسكة بدينها، وقوله سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى: ﴿مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
أُمَّةٌ قَائِمَةٌ﴾ ﴿آل عمران: 113﴾. أيْ: متمسِّكة بدينها، وهُم قومٌ آمنوا بموسى وعيسى ومحمَّدٍ
عليهم السَّلام. قلتُ:
وحَمَلَ بعضهم مُطلق هذا الحديث على القيام بتعلُّم العلم، وحفظ الحديث لإقامة الدِّين.
قالَ أحمد بن حنبل: "إنْ لم تكن هذه الطَّائفة
المنصورة أصحاب الحديث، فلا أدري مَنْ هم؟".اهـ.
([«شرح السُّنَّة» /
(14/ 212)])