«فلم نجد في كتاب اللَّـه وسُنَّة رسُوله وآثار صحابته إلَّا الحثّ علىٰ
الاتِّباع، وذمِّ التَّكلُّف والاختراع»
قالَ اللالكائيّ (ت: 418هـ) -رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَىٰ-:
"أصحاب الحديث أولىٰ النَّاس بالاتِّباع، فلم نجد في كتاب اللَّـه وسُنَّة رسُوله وآثار صحابته إلَّا الحثّ علىٰ الاتِّباع، وذمِّ التَّكلُّف والاختراع، فمَن اقتصر علىٰ هذه الآثار كان من المُتبعين، وكان أولاهم بهذا الاسم، وأحقّهم بهذا الوسم، وأخصهم بهذا الرَّسم أصحاب الحديث؛ لاختصاصهم برسُول اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واتباعهم لقوله، وطول ملازمتهم له، وتحملهم علمه، وحفظهم أنفاسه وأفعاله، فأخذوا الإسلام عنه مباشرة، وشرايعه مشاهدة، وأحكامه معاينة، من غير واسطة ولا سفير بينهم وبينه واصلة.
"أصحاب الحديث أولىٰ النَّاس بالاتِّباع، فلم نجد في كتاب اللَّـه وسُنَّة رسُوله وآثار صحابته إلَّا الحثّ علىٰ الاتِّباع، وذمِّ التَّكلُّف والاختراع، فمَن اقتصر علىٰ هذه الآثار كان من المُتبعين، وكان أولاهم بهذا الاسم، وأحقّهم بهذا الوسم، وأخصهم بهذا الرَّسم أصحاب الحديث؛ لاختصاصهم برسُول اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واتباعهم لقوله، وطول ملازمتهم له، وتحملهم علمه، وحفظهم أنفاسه وأفعاله، فأخذوا الإسلام عنه مباشرة، وشرايعه مشاهدة، وأحكامه معاينة، من غير واسطة ولا سفير بينهم وبينه واصلة.
فجعلوها عيانًا، وحفظوا عنه شفاهًا،
وتلقفوه من فيه رطبًا، وتلقنوه من لسانه عذبًا، واعتقدوا جميع ذلك حقًّا، وأخلصوا بذلك
من قلوبهم يقينًا، فهذا دين أُخذ أوَّله عن رسُول اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مشافهة، لم يشبه لبس ولا
شُبهة، ثمَّ نقلها العدول عن العدول من غير تحامل ولا ميل، ثمَّ الكافة عن الكافة،
والصَّافة عن الصَّافة، والجماعة عن الجماعة، أخذ كفّ بكفّ، وتمسَّك خلف بسلف، كالحروف
يتلو بعضها بعضًا، ويتّسق أخراها علىٰ أولاها رصفًا ونظمًا".اهـ.
["شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة" / (15/1)]