«تَعَلَّمُوا الْإِسْلَامَ، فَإِذَا
تَعَلَّمْتُمُوهُ فَلَا تَرْغَبُوا عَنْهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالصِّرَاطِ
الْمُسْتَقِيمِ فَإِنَّهُ الْإِسْلَامُ، وَلَا تُحَرِّفُوا الصِّرَاطَ يَمِينًا
وَلَا شِمَالًا، وَعَلَيْكُمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَالَّذِي عَلَيْهَا أَصْحَابُهُ»
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْآجُرِّيُّ، (ت: 360هـ)، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:
"أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَيْضًا، قَالَ: نا
زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: قَالَ أَبُو
الْعَالِيَةِ:
"تَعَلَّمُوا الْإِسْلَامَ، فَإِذَا تَعَلَّمْتُمُوهُ فَلَا
تَرْغَبُوا عَنْهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ فَإِنَّهُ
الْإِسْلَامُ، وَلَا تُحَرِّفُوا الصِّرَاطَ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا،
وَعَلَيْكُمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي
عَلَيْهَا أَصْحَابُهُ، فَإِنَّا قَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ مِنْ قَبْلِ أَنْ
يَفْعَلُوا الَّذِي فَعَلُوهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَإِيَّاكُمْ وَهَذِهِ
الْأَهْوَاءَ الَّتِي تُلْقِي بَيْنَ النَّاسِ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ".
قَالَ:
فَحَدَّثْتُ بِهِ الْحَسَنَ، فَقَالَ: صَدَقَ وَنَصَحَ، وَحَدَّثْتُ بِهِ حَفْصَةَ
بِنْتَ سِيرِينَ، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ! أَحَدَّثْتَ بِهَذَا مُحَمَّدًا؟
قُلْتُ: لَا، قَالَتْ: فَحَدِّثْهُ إِذَنْ.
قَالَ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحُسَيْنِ: "عَلَامَةُ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا: سُلُوكُ هَذَا
الطَّرِيقِ، كِتَابُ اللَّهِ، وَسُنَنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَسُنَنُ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَمَنْ تَبِعَهُمْ
بِإِحْسَانٍ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِ أَئِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ بَلَدٍ
إِلَى آخِرِ مَا كَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ، مِثْلَ: الْأَوْزَاعِيِّ، وَسُفْيَانَ
الثَّوْرِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ،
وَالْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ، وَمَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ طَرِيقَتِهِمْ،
وَمُجَانَبَةُ كُلِّ مَذْهَبٍ يَذُمُّهُ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءُ، وَسَنُبَيِّنُ
مَا يَرْضَوْنَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى".اهـ.
["الشَّرِيعَةُ"
لِلْآجُرِّيِّ، (300/1، 19)]